هي قصة طفل صغير تعلق قلبه بصلاة الفجر و فضلها بعد الكلام الجميل الذي قاله عنها المعلم رغم وجوده في عائلة لا تعرف للصلاة طريقا ولا للدين سبيلا، فقرر أن يصلي صلاة الفجر ولا يتركها تضيع منه مهما كلفه الأمر.
فقرر ذلك الطفل الصغير ألا ينام في تلك الليلة خوفا منه أن يغلبه النعاس ولا يستيقظ على صوت الأذان .
وفعلا بقي الطفل مستيقظا طوال الليل إلى أن حان وقت الأذان فخرج كي يذهب إلى المسجد لكن حين وصل على عتبة باب المنزل وجد الظلام دامسا فجلس يبكي لأنه لم يستطع أن يعرف طريق المسجد في ذلك السواد المعتم .
و فجأة سمع صوت خطوات متثاقلة تقترب منه فإذا به شيخ مسن في طريقه إلى المسجد فتبعه الطفل إلى أن وصلا وقام كل منهما بتأدية صلاة الفجر وحين إنتهى الجميع وهموا بالخروج تبع الطفل ذلك الشيخ أيضا إلى أن وصل إلى بيته.
و صار الطفل في كل ليلة يخرج وينتظر ذلك الشيخ كي يوصله إلى المسجد دون أن يشعر به ، و في أحد الأيام توفي ذلك الشيخ رحمة الله عليه فصار الطفل يبكي ويصرخ كأن مصيبة كبيرة ألمت به ، إستغرب الأب وسأله ما بك ياولدي لما كل هذا البكاء ؟؟ فأجابه الطفل بصعوبة بالغة توفي فلان ، فقال والده : ولما كل هذا البكاء فهو لم يكن من أهلنا ولا من الأصدقاء المقربين لنا فلما كل هاته الحسرة عليه ؟؟ فأجابه الطفل بجملة صعقت الأب و جمدت الدم في عروقه ليتك أنت من مات يا أبي وبقي ذلك الشيخ المسكين .
وقف الأب متفاجئا فكيف بإبنه فلدة كبده يفضل موته مقابل بقاء شخص غريب على قيد الحياة .
ثم سأله أتفضل موتي مقابل حياة ذلك الشيخ الغريب ؟ لما فأنا والدك الذي يتعب ويشقى كي يربيك ؟
فأجابه الطفل لكنك لا تصلي وذلك الشيخ هو من كان يساعدني على الذهاب إلى المسجد كي أؤدي صلاة الفجر و الان بعد أن مات من ذا الذي سيدلني على الطريق في ظلام الليل ؟
زلزلت الأرض من تحت قدمي ذلك الأب و إمتلأت عيناه بالدموع ، فسبحان الله هو مجرد طفل لم يتجاوز عمره الثماني سنوات قد تعلق قلبه بربه إلى هذا الحد و أغرم بصلاة الفجر التي جعلت منه يفضل موت أبيه مقابل حياة ذلك الشيخ المسن .
وكانت تلك الحادثة نقطة تحول في حياة تلك العائلة بأكملها التي صارت لا تترك فرضا ولا سنة إلا أدتهم فسبحان الله هي مجرد كلمة طيبة من معلم قلبت حياة طفل صغير غير هو بدوره حياة عائلة بأكملها.
[b][center][img]
[/img]