ثانياً : مكانته
هذه الشعيرة شعيرة عظيمة يدل على ذلك أنها اشتقت من اسم رب العزة جل شأنه " السلام " وسميت به أيضا دار كرامته الجنة ، فهي " دار السلام " وهي أيضا تحية أهل الجنة قال تعالى : {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس : 10] ورتب الله عليها من الأجر العظيم ففي الحديث المتفق عليه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير ؟ قال : [ تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ] فتح البارى 4015 مسلم 2961،مختصر صحيح البخاريللألباني (9) ، صحيح الترغيب والترهيب للألباني برقم (944) ، ا لآداب للبيهقي ( 167)
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : [كنّا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فسلّم فقال : السلام عليكم، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: عشر ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فردّ النبي صلى الله عليه وسلم وقال : عشرون . ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد النبي صلى الله عليه وسلم وقال ثلاثون] رواه أبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (صحيح) ، الآداب للبيهقي ( 174 ) .
ومعنى هذا أن من قال: [السلام عليكم] كان له من الأجر عشر حسنات ، ومن قال: [السلام عليكم ورحمة الله] كان له عشرون ومن قال : [السلام عليكم ورحمة الله وبركاته] كان له ثلاثون حسنة . ولذلك كان ابن عمر يذهب إلى السوق وليس له حاجة إلا تحصيل الأجر ، ففي الأدب المفرد عند البخاري أن الطفيل بن أبي بن كعب قال :كنت أغدو مع ابن عمر إلى السوق فلا يمر على بياع ولا أحد إلا سلم عليه فقلت :ما تصنع وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ؟ قال :إنما نغدوا من أجل السلام على من لقينا الفتح 11/22 .